تأملات في تراتيل الناقة
دراسة ذرائعية لديوان الشاعر د. أحمد مفدي
الناقدة :ابتسام الخميري / تونس / الجزء الثاني
الجزء الثاني من الدراسة الذرائعية
للناقدة التونسية ابتسام الخميري
5)التّيمة و مقياس الدّقة في الإبداع
الشّعريّ:
لا شكّ أنّ مبدعنا قد تشرّب عشقا
لوطنه حدّ الهوس، تغلغل الماضي في عروقه كالدّماء، تشبّث بالعادات و التّقاليد،
بالقيم النّبيلة، فحمل مصيره راية و انكتمت الآهات و الجراح غائرة، إذ ينظر أوجاعه
و يتأمّل ليرى على مدى البصر أوجاع الوطن العربي تنسكب ممتزجة بالدّماء
و الدّموع... و هو المرهف الحسّ
المدرك للعوامل المحيطة به، فانبرى يئنّ و يتألّم حينا و يرسم الواقع كمؤرّخ أمين
حينا أخرى... و يتنبّأُ بمستقبل غير واضح المعالم كنبيّ يأمل في صحوة إنسانيّة
عساها تشرق؟؟؟ بين الوجع و الأمل شعورا عاشه شاعرنا و هو المحشور في الألم ينتفض،
" كي يعبر في الفجر".
مشاهد واقعيّة غاية في القتامة و
الشّجن حرّكت الوجد، العاشق ليئنّ، فكانت " تأمّلات في تراتيل النّاقة".
و لعلّ المستقبل أفضل؟؟ قدّم لنا عملا محبك اللّغة و متعدّد الصّور، خاصّا به
ضمّنه رؤاه الفكريّة و الإيديولوجيّة.
أ-مقياس نقد المعنى:
لا ريب أنّ " تأمّلات في تراتيل
النّاقة" هي خلجات نفس الشّاعر المترعة صدقا عندما نضعها تحت مجهر نقد المعنى
وفق النّظريّة الذّرائعيّة، و من هذا المنطلق نجد ثلاث مقاييس لها أهميّة بالغة في
علاقة وطيدة فيما بينها لا تنفصل عن بعضها:
°مقياس الصحّة و الخطأ: المؤكّد أنّ
شاعرنا قد ذكر لنا بصور شعريّة واقعا قد أحاطه في تلك الحقبة الزّمنيّة بكلّ
تفاصيله، من وجع عربيّ و وجع خاصّ تجاه وطنه المغرب، فكان صادقا في مشاعره دون زيف
أو خطأ، و الجدير بالذّكر أنّه رسم لنا أوجاعه و آماله بكلّ صدق. حيث يمكننا أن
نستحضر الفترة التّاريخيّة آنذاك لنتأكّد من مدى صدقه و ابتعاده عن الخطأ. فبدا
كأنّه مؤرّخ حينا و سياسيّ حينا أخرى... بذات حالمة تصبو لغد أفضل و هو المجذوب
الشّاعر الواعي و هو رجل السيّاسة المحنّك.
°مقياس الجدّة و الابتكار: الجدّة و
الابتكار يبدوَان من خلال عنوان الدّيوان حيث الغرابة
و الإدهاش يسكننا: " تراتيل و
النّاقة" انزياح لغويّ مميّز منفرد جديد... فالنّاقة بما تعنيه من دلالات و
رمزيّة ( الصّبر، التّحمّل) ترتّل الكلام في تناسق... مع عناصر الإدهاش بين قصائد
الدّيوان جعلت من الأثر ابتكارا في عالم الشّعر خاصّة و قد تنوّعت الصّور الشّعريّة
لنلامس بعض خصائص الشّعر الصّوفيّ مع تنوّع المعاجم اللّغويّة ( معجم دينيّ، معجم
فلسفي...).
تعلّق بالصّحراء و تفاصيل العيش فيها:
الخيمة، النّاقة... و هو ابن المروج الخضراء؟؟
الأساليب المختلفة المعتمدة بالأثر من
انزياحات لغويّة طريفة جمع فيها بين مضادين ( الدمّ، الحلم/ فاكهة الرّمل/ أشجار
الملح...) قد نلمس أسلوب السّرد (قال/ قالت/ قالوا) لم يؤثّر على البنية الشّعريّة
بل أضفى عليها نوعا من التّجدّد و الابتكار الخلاّق.
°مقياس العمق و السّطحيّة: حتما كلّ
القصائد الّتي تضمّنها الدّيوان ذات عمق و دقّة من حيث المواضيع الّتي تناولها
شاعرنا: إنّها قصائد قدّت بلغة غاية في القوّة و التّميّز و الرّفعة برغم وصف
الشّعور (الألم و الوجع) هي موغلة في العمق، لوحات فنيّة نقلت لنا واقعا عربيّا
مؤلما في فترة محدّدة كأنّي بها كتاب تاريخ يُجسّم ما حدث بتفاصيله، بأوجاعه، فقد حذق
شاعرنا فنون الرّسم بالكلمات فشكّل لنا مشاهد متّصلة بالواقع منبثقة من مكنونه
عميقة المعنى و هي رسائل موجّهة للقارئ ليتعرّف فترة زمنيّة و من خلالها نتعرّف
على إيديولوجيّته، من خلال المعاجم اللّغويّة الّتي اعتمدها... فهو يدعو إلى نهضة
و صحوة إنسانيّة في العالم العربي و هو الإنسان المسكون بالماضي المجيد و القيم
السّامية و الأصالة يحدوه الأمل الّذي يطفو من حين لآخر.
ب-مقياس نقد العاطفة:
لا يختلف اثنان أنّ شاعرنا القدير ذي
القيم النّبيلة و الأخلاق الرّفيعة يملك عاطفة غائرة في الصّدق، فهو الّذي تربّى
عليها فامتلك ناصية الأدب، هو العشق السّرمديّ و الوله بعشقه اللّامتناهي لبلده،
لوطنه المغرب و هو المسكون بالعطاء على الدّوام.. حملنا معه على متن مركب العشق
لنرفل في الماضي و ما حواه من قيم و أخلاق سامية و عادات عربيّة أصيلة و دفعنا إلى
أن نُطلّ على الحالة الاجتماعيّة و السّياسيّة، في تلك الفترة، الّتي عاشتها كلّ
الشّعوب خاصّة الوطن العربي و تحديدا "حمص" و قد مرّر إلينا عمق عاطفته
و صدقها فهو المتألّم الموجوع الملتاع و إن كان للأمل نصيب...
°°مقياس الصّدق و الكذب: ليس هنا مجالا
سوى للصّدق و قد لمسناه على مدى قصائد الدّيوان جميعها في تناسق لطيف جمع بينها
رغم المعاناة و الحالة النّفسية للشّاعر فهو المشتاق دون شكّ، و هو الشّاعر.. و هو
المجذوب... و هو ما تميّز به الشّعر الصّوفي حيث التّعبير الرّمزي و الحبّ الإلهي
و الحديث عن باطن النّفس و أسرارها.. فكانت اللّغة و الرّمز و الخيال و الإشادة
برجالات الوله من ركائز هذا الشّعر.
°°مقياس الضّعف و القوّة: بدء من لوحة
الغلاف و تناسقها مع عنوان الدّيوان نستشفّ قوّة جامحة تجذب إليها القارئ حتّى
يتصفّحه و يغوص بين سطوره متسربلا مع اللّوحات الفنيّة المرسومة بكلّ حبكة
و إجادة في انتقاء مفرداتها المزركشة
المأخوذة من عوالم مختلفة فتشدّك إليها بكلّ سلاسة و هي القصائد المنغرسة في
المشاعر الإنسانية الشفّافة الصّادقة، إنّها قطعا قصائد في درجة عالية من الصّدق،
فلمبدعنا " قدرات لغويّة هائلة و إمكانات تعبيريّة فذّة مكّنته من هدي رموز و
إيقاع و انزياحات، ضمنت لديوانه أن يتربّع مصاف الإنتاجات الخالدة." (9) و هي
جرأة لا مثيل لها إذ يلج هذه المواضيع الحياتيّة.
6)المدخل الجماليّ:
عندما نطبّق النّظريّة الذّرائعيّة في
دراستنا لديوان: "تأمّلات في تراتيل النّاقة" لصاحبه الدّكتور الشّاعر
"أحمد مفدي"، نجد أنّ المدخل الجمالي و البناء الفنّي هو مدخل جدّ هام
حيث نرصد من خلاله الموسيقى و الصّور الشّعريّة و درجة الانزياح نحو العاطفة ثمّ
التّجربة الإبداعية و هي المراحل الّتي نروم إتباعها:
أ-الموسيقى الشّعريّة:
لقد حوى الدّيوان إيقاعا موسيقيّا
داخليّا و خارجيّا شدّنا إليه فاستمتعنا به و شنّفت آذاننا، ترتيل من تراتيل الوجد
الآبق الأخّاذ، موسيقى عذبة سافرنا معها على سلّم الإبداع و التّميّز في عالم
الرّوحانيّات، عالم مبهر حيث العشق و الوجد و الصّبابة تعكس لنا عمق الوجع و الألم
للظّروف آنذاك... و لربّما مأتاه الوعي بما هو كائن و مدى إنسانيّته و هو القائل:
"كأسي مترعةٌ... تشكُو من هجرِ العشّاقِ.."
كان الأثر غوصا في عمق التّجربة
الإنسانيّة الخالدة ارتأى إثراء هذه الصّور الشّعريّة بلغة جدّ مفعمة بالمعاني
المؤجّلة و الرّمزيّة ذات الدّلالات المتنوّعة التّي تهديك عدّة أفكار و رؤى في
كلّ مرّة تقرؤها...
ما كان عزفا قد تعوّنا نوتته و وزنه و
إيقاعه، ما كان تمسّكا بقواميس الشّعر و بحوره الخليليّة المتعارف عليها بقدر ما
كان عزف منفردا جديدا و الحال أنّه ما ابتعد عن المعجم الدّينيّ فأغلب المفردات قد
انتقاها من بعض الآيات القرآنيّة ( ألهَمهَا، دحّاها، تقواها، طغواها، سوّاها..) و
المعجم الصّوفي ( المعراج إلى اللّه، المعراج إلى السّدرة، مسراه الأبديّ، راهب
الدّير، ناسكة، معبدها الوثنيّ، العاشق، الوجد، الأوردة، ألواحا، المجذوب، أقبية
الذّكر، الزّهد، الكهنة، ببردته، فراديس الذّكر...) مع استعمال الأسطورة في
مناسبتين( العنقاء، المرأة المستنجدة بالمعتصم: "وامعتصماه")
أ لَسنا أمام معزوفة فنيّة متعدّدة
الإيقاعات؟؟ كأنّها معزوفة بيتهوفن الخامسة تأخذنا معها دون استئذان في انسياب
جميل هادئ حينا صاخبا حينا أخرى... هو جوّ متنوّع متغيّر... عشق و جمال، بكاء على
الأطلال، أمل و يأس، مزيج غاية في الظّرف بين عذوبة الكلمة و جمال المعنى و قد
استعمل شاعرنا:
-استعمل السّجع: في عدّة مواطن من
الدّيوان نلمس هذا الإيقاع المحبوب المتميّز في الكلمات التّالية: عشيّا/ نديّا/
شهيّا/ حفيّا/ تمسسْ/يتجسّسْ/ الشّمسْ/ اللّمسْ/ تتوجّسْ/ الغسقِ/ الأرقِ/
النّزقِ/الشّفقِ/أتعبها/ أسراها/ مأواها/ لمنفاها/ معبدها/ لمرآها/ بقاياها/
دحّاها/ خطاها/ يهواها/ سوّاها/ تقواها/ أركسها/ طغواها/ إشارهْ/ إثارهْ/ أمارهْ/
قيثارهْ/ دوارهْ/ احترقا/ انفلقا/ النّزقا/ الألقا/ الحلمِ/ الكلمِ...
-استعمل القافية: تكرار حرف الهاء
المشبعة (ها) يجعلها مثل رجع الصّدى، مع تكرا ر المقاطع المغلقة السّاكنة و
المقاطع القصيرة ( بالضمّ أو الكسر) في أغلب الحروف الّتي اعتمدها شاعرنا.
-استعمل أفعال في زمن المضارع: دلالة
على الاستمراريّة و التّواصل الزّمني في الفعل انتصارا منه للغد: إنّه تواصل
للحياة: تتنفّسُ، أشيمُ، تُومئُ، تَشكو، أهيمُ، يُرقلُ، أسقي، يتوجّسُ، تَسفي،
تفري، تغتبقُ، ترعَى، تُصلّي، تحكي، تستبقُ، تُرتّلُ، تُزبدُ، تزهرُ، تُزمّلُ،
ترقبُ، تزّاورُ، أتسلّلُ، أعبرَ، أشتاقُ، ينساحُ، تُفكّرُ، ينتابُ، أحدّثُ، تصحُو،
تصبُو، تغازلُ، تؤزُّ، يعبرُ، يلتقطون، يغتبقون..
-استعمل الضّمائر صراحة: ضمير الغائب
المؤنّث (هي) ضمير المتكلّم المفرد (أنا) و الجمع ( نحن) ضمير المخاطب المؤنّث
(أنتِ) و المذكّر ( أنتَ) كما يبدو لنا في بعض الأحيان ضمير المخاطب للجمع و
الغائب (أنتم، هم).
-استعمل زمن الماضي: كان للزّمن الماضي
حضورا واضحا جليّا ليوضّح وضعا أو حالة كانت في تلك الفترة: ارتعتِ، قال، قالت،
عبرَ، شربتْ،هربَ، اندسّ، باع، حاصرها، صاحَ، مرَّ، احمرّتْ، أزهرَ، غاضَ، انفضَّ،
انكسرَ، تاهت، مالت، احترقتْ، بكى، انكسرتْ، فقدتْ، مارَ، مالوا،نضجتْ، ارتشفت،
انفرطَ، سمعوا، قرؤُوا...
-استعمل صيغة الأمر: صيغة تدلّ على
رغبة شاعرنا الجامحة في التّغيير و الثّورة: دعوها، فكّرْ، دعْني، علّمني، اغْسلْ،
عشْ، تكبّرْ، اهنأْ، أخرِجْني، تمهّلْ، كفّي، كوني، اثبتْ، اخلعْ، اخْتبِئي،
انْتفِضي، انْتظِري، انْساحي، ارتقبي، قولي، اغْفرْ، تيهي، دَعي، دعيني،
احْتَسِبِي.
-استعمل التّشبيه: رام شاعرنا القدير
اعتماد صيغة التّشبيه في معنييه الاثنين: الإيجابي و السّلبي قصد إقرار صفة ما
يريد إيصاله لنا من معنى: فشبّه "حمص" كالنّخلة، كالطّفلة، كعرجونٍ.. و
تواصل التّشبيه في عدّة مواطن بالدّيوان: كالبركان، كأنفاس التّنين، كالأوهام،
كخرائبَ، كالنّسمة، كفراشات طفولة شعب، كالدِّفْلى، كأشجار الملح، كالطّفل
المذعور، كصغار البجع، كهواها، كالنّورس، كالأشباح، كطاحونة ليل، كزنبقة،
كالحلزون، كالوهم، كالنّملة، كسائحة، كعين غزالة، كالخيمة، كالزّلزال، كأفعى..
-أسلوب نداء: استعمل الدّكتور
"مفدي" النّداء المباشر في عدّة مرّات و قد اقترن بالتّكرار: يا عاذلتي،
يا قبّرة الوادي، يا عفو التّاريخ، يا أحذية الجند، يا قبّرة النّسيان، يا سيّدتي
( 5مرّات)، يا سارية الجند، يا وطني، يا نخلة حمص، يا أمَمٌ..
-استعمل أسلوب إقراريّ تأكيدي: أشيمُ
أنا، إنّي في عتبات الزّهراء، هيَ ناقة من يهواها، فأنا محشورٌ، فأنا أشتاق، إنّي
لا أعرفُ، أنتِ السّاقيةُ الجندْ، إنّي غارقةٌ في الزّيفِ، فأنا الأخرسُ، أنا
وحدي، فأنا أتسكّعُ بين قصائد شعر، أنتِ النّخلةُ آتيةٌ، أنتِ الوهجُ، أنتَ العاشقُ
و المعشوقُ، هي جوهرةٌ، إنّك خارجةٌ للتوِّ شهابًا، أنتِ المعراجُ، إنّكِ بالوادي،
هيَ حارسةُ الأبوابِ، هي تعلم خاتمة الشّوطِ بأنساقِ مراميها، إنّكِ لا تغنينَ
(رعاة الصّمت)، إنَّ الوطنَ المحروس بغابات سوالفه، إنّي أغسلُ في عتبات الفجرْ،
إنّ الأوطانَ تعيش كزنبقةٍ، إنّي لم أر، إنّي أعلمُ، أنا الأسْنَى، إنّكِ في
الكأسِ تغُوصِينَ، أنا المجذوبْ..
-استعمل الأسئلة الاستنكاريّة
الاستهزائيّة في عدّة مواطن بالدّيوان لا يبغ إجابة بل هو يترجم لنا حيرة عاشها و
هو المسكون بالوجع: " فمنْ يشربها نخب عناقيد شهيًّا؟، هل كنتُ أنا المشتاقَ
بوادي النّاقة..؟ من يرقل ناقته..؟ هل أسقي ظمأ الغيم..؟هل تكفي رشفةُ أنفاسِ
الصّبحِ عن اللّمسِ..؟ أ حِماها محظورٌ؟ هل سنم النّاقة أوهامٌ مكسورةْ؟ أ يغازله؟
من باع الكأس..؟ كيف تفكّر بالمحوِ حرافيش زقاق العدمِ؟ هل تدرين..؟من كان يمانع
في هذا الوصل؟من أخرس جند المعتصم..؟ هل يلتقط التّاريخ الدّاعر بعض شظاياها..؟ هل
تشتاق إلى قبلة عشقٍ و هيامْ..؟ من قال الحارسُ يسرق شقشقة الصّبح..؟ هل كانت تحرس
بالشّطآن فراخ البجع..؟ أ يبيعونه في السّوق رماد السّدر نفايات..؟ كيف يشمّ
فراديس الذّكر بقلعته؟ هل يتسلّل بين الأنسام..؟
-استعمل الاشتقاقات: استأنس شاعرنا
بالاشتقاقات ليحدث لنا إيقاعا موسيقيّا رنّانا: عشيّا، نديّا، شهيّا، حفيّا/
الشّمسْ، اللّمسِ/ الغسقِ، الأرقِ/ تغتبقُ، تختنقُ/ يهواها، تقواها، طغواها/
حزينا، يقينا/ أمارهْ، دوارهْ/ احترقا، انفلقا/ القمرُ، القدرُ/ ظنوني، شُجوني/
حرفا، ألفا/ الشّغبُ، التّعبُ/ تطهّرْ، تكبّرْ/ الفقراء، الشّعراء، الأمراء/
يندحرُ، يدّخَرُ / ثُمالهْ، حمالهْ، رسالهْ...
-استعمل صيغة النّهي: توزّعت صيغة
النّهي على أغلب قصائد الدّيوان فنجد: لا تمسسْ، لا تلوي، لا تتركُ، لا تختنق، لا
تعرفُ، لا تهتمْ، لا أعلمْ، لا أتفرّجْ، لا تبكي، لا تهمي، لا تسري، لا تلوي، لا
تلعنْ، لا تغسلُ، لا تحزنْ، لا أدري، لا يحزنكَ، لا تنتحرُ، لا يدري، لا أشربُ..
-استعمل معجما دينيّا: مفردات من
القرآن الكريم استعملها شاعرنا الفذّ و أخرى تحيلنا عليه أو كذلك من المعجم
الصّوفي: سوّاها، تقواها، زاهدة، تصلّي، ترتّل، معبدها، دير الرّاهب، تعويذها،
السّكرة، ألهمها، مسرايَ، السّجدة، ناسكة، العابد، تطهّر، المعراج إلى اللّه،
المعراج إلى السّدرة، شياطين، جنّ، الدّير، صحف، ألواح، الأصنام، القرآن، أوراد
المجذوب، المسد، الكهنة، خمورا، قترهْ، فراديس الذّكر، بردته..
هكذا كان الدّيوان معزوفة ثريّة
النّوتات و المقامات و الاستعارات.
ب-الصّورة الشّعريّة:
تفرّد و تميّز في ديوان:
"تأمّلات في تراتيل النّاقة" المتنوّع الإيقاعات و الصّور الشّعريّة ذات
البهاء و الرّوعة فانجر أمامنا معين لغة رافلة في الذّوق الحذق: ألواح عشر تحمل
مشاهد مسرحيّة قدّت من لدن رجل ماسك بتلابيب اللّغة، واع لما يحيط به فتنصهر روحه
و تتألّم و تئنّ و تنكتب قصائد واقعيّة: دعوة لصحوة أو يقظة يرتجيها لعل الغد
يتغيّر و يكون أفضل، فالمجتمع العربي له من الماضي ذخرا يقيه من الهزّات و يهبه
دعما و درعا ليصمد و يلملم جراحه و يحقّق الاستقرار.. مشاهد تنبض حياة و قد تضمّنت
عدّة انزياحات و دلالات رمزيّة جعلت منه ديوانا يحمل صورا بديعة مستفزّة للذّاكرة
العربيّة.
ج-درجة الانزياح نحو العاطفة:
المؤكّد هي عالية النّسبة حيث أنّ
الموسيقى و الصّور الشّعريّة الّتي طرحها بين أيدينا شاعرنا القدير، مع درجة رقيّ
و علوّ اللّغة، هي غاية في الإبداع و الرّوعة. ابتكار من ريشة فنّان بامتياز انتقى
أدواته لصنع موسيقى جدّ راقية و جيّدة و مميّزة نادرة الوجود مصحوبة بصور شعريّة
ثريّة بالدّلالات والمعاني على مختلف الأصعدة ( إيديولوجيّا و فكريّا) ليسمو بنا
إلى العلاء و الارتقاء الإنساني... أليس شعره شعر يدعو إلى القيم النّبيلة ؟ و التّمسّك
بها؟؟
إنّه الدّكتور" أحمد مفدي"
صاحب العاطفة الجيّاشة و الصّادقة في أسمى و أرفع درجاتها، هو المتألّم لحال
العروبة العاشق لوطنه و هذا العشق هو الخلاص من السّبات و من المعاناة. هو الهائم
المشتاق المجذوب المحشور في الوجد يتسلّل ليعبر في الفجر أملا و ضياء و نورا...
إنّه العاشق يركب صهوة العاطفة الفيّاضة اختار معجمه بدقّة عالية.
د-التّجربة الإبداعية في الدّيوان:
إنّ التّجربة الإبداعية في الدّيوان
" تأمّلات في تراتيل النّاقة" هي تجربة مميّزة مختلفة نفضت الغبار على
نمط قديم من فنون الشّعر العربيّ الصّوفي، مضيفا لمساته الإبداعيّة بداية من عدد
القصائد العشر لكأنّها الألواح العشر.. ثمّ هي قصائد على غير البحور الشّعريّة ذات
إيقاع طربنا لوقعه أيّما طرب.. و على جواد مغربيّ أصيل قادنا إلى صدق مشاعره و نبل
قيمه... لجامه لغته المميّزة المكتنزة معاجم غنيّة، دالّة على ثقافته المتجذّرة في
الأصالة و العمق، فكان له الارتقاء الإنساني... انقدنا إلى عالمه دونما صعوبة ننهل
من معين عشقه اللاّمتناهي... نحيّيه على هذه القمّة في الإبداع التّصويري و
البلاغي و قدرته على إيصال مشاعره إلينا.
7)المدخل اللّسانيّ:
يكشف لنا ولوج المدخل اللّساني أنّ
" تأمّلات في تراتيل النّاقة" ديوان رصين بامتياز حيث قصائده العشر
التّي تضمّنها كانت في تناغم بديع مع الإيقاع الموسيقي الهادئ الصّاخب في ذات
الوقت، لغة متينة ذات معان عميقة مصحوبة باستعارات مكنيّة و تصريحيّة و تمثيليّة
خدمت المعنى... وظّف السّجع بدرجة عالية كذلك اعتمد الشّاعر الجناس: ( عشيّا،
شهيّا، نديّا، الشّمسْ، اللّمسْ، الغسقِ، الأرقِ، النّزقِ، الشّفقِ، الشّغبُ،
التّعبُ...)كما أنّ التّشبيه لم يخل منه الدّيوان ( الطّفلة، كالعرجون، كالنّسمة،
كالدّفلى، كأشجار الملح...) إضافة إلى الأزمنة الثّلاث المتواجدة من ماض و حاضر و
مستقبل، زد عليه صيغ الأمر و التّأكيد و الأسلوب المباشر كان من أهمّ سمات القصائد
( يا عاذلتي، يا سيّدتي..) مع بروز ضمائر مختلفة أهمّها ضمير المتكلّم ( أنا)
مقابل ضمير الغائب المؤنّث (هي) ليجعل منها المحرّك الرّئيسيّ لأحداث هذا الدّيوان.
إنّه ديوان جمع بين العزف المنفرد(
الألم و الوجع) و المشهد الحاضر، مثّل إبداعا فريدا من نوعه له مكانة هامّة كإضافة
غير مسبوقة كشعر جمع بين خصائص الشّعر الصّوفي و الشّعر السّياسي مترعا بلغة غاية
في التّميّز و التّفرّد..
8)المدخل السّلوكي:
" لكلّ فعل ردّ
فعل مساو له في القيمة و معاكس له في الاتّجاه" لقد تأكّد هذا المبدأ العلمي
و نحن نخوض تفاصيل ديوان " تأمّلات في تراتيل النّاقة" لما تحمله قصائده
من كشف واضح للسّلوك النّفسي و الإيديولوجيّة الّتي اختارها شاعرنا و قد فاز بهذا
الاختيار عندما نقل إلينا و بصدق عميق عن مرحلة تاريخيّة هامّة لا في المغرب فقط
بل و في الوطن العربي و في مدينة "حمص" ، فارتأى إلّا أن يؤرّخ لها
موظّفا مخزونه الأدبي و الدّينيّ و أيضا قاموسه الأخلاقي بالإضافة إلى إضفاء لمسته
السّحريّة باستدعاء مشاهد مسرحيّة تنبض حياة..
و لئن استندت قصائد الدّيوان إلى
خصائص الشّعر الصّوفي فإنّ شاعرنا قد أضاف لمسته الخاصّة لتبرز لنا بوضوح جليّ
خصائص الشّعر السّياسي، متخلّيا عن الكتابة القديمة ( الشّعر العمودي ذي التّفعيلة
الواحدة) محافظا على الإيقاع الموسيقي الواحد.. و ما كثرة المعاجم الكلاميّة
بالدّيوان سوى كشف واضح عن تشبّع شاعرنا بالبلاغة و حبكته اللّغة و امتلاكه
ناصيتها، و مدى عشقه لهذا المعشوق ( الوطن) لهو نابع من جذوره الرّاسخة في القدم..
في العادات و التّقاليد و الأخلاق و القيم.. ذلك هو الحبّ و العشق الّذي يحدوه و
لأجل هذا الحبّ المميّز من النّوع الفريد نراه عاد للكتابة ليضع قاعدة راسخة
كالوتد لا تخرّ.. لنسير على خطاه نحو العطاء و الحبّ و السّكينة و الرقيّ متجاوزين
كلّ المعوقات مهما كانت..
9)المدخل العقلاني:
بدا الدّيوان بما احتواه من قصائده
العشر دعوة صارخة لتبصّر الواقع و التمعّن فيه و ضرورة اليقظة عسى يكون المستقبل
أفضل رغم ما اكتنزه في أعماقه و صرّح به من ألم ممضّ تجاه هذا الواقع، نداء مباشر
للوطن " يا وطني" لعاذلته " يا عاذلتي" و" يا
سيّدتي" رافضا للأخلاق الّتي بات يلحظها من عربدة و زيف و فتن و ضغن وهو
العاشق، لقد تسربلت ذات الشّاعر مع الوجد كحسّ نبيل حتّى بات الغاوي المجذوب يتبع
طريق الوجد ليتطهّر و يبلغ الحلم المورود... صور شعريّة تنمّ عن إبداع و حرفيّة
فائقة... عزف على أنّاة ناي مرهف فكان النّصّ رصينا في أعلى درجاته خاصّة وضوح
رسالته القيّمة: إنّه يدعو للعشق بأسمى معانيه، للإخلاص، للوفاء و العطاء اللّا
مشروط للذّود عن الوطن...
لعمري هي دعوة موجّهة إلى نخبة معيّنة
بذاتها... أَ ليس أصحاب الأقلام المبدعة من يخاطب الدّكتور "أحمد
مفدي"؟؟ ألا يتوجّه بخطابه هذا إلى أصحاب القرار من السّياسيين وهو السّياسي
الّذي خبر تفاصيلهم؟؟ أم عساه يتوجّه إلى فئة الشّباب المعطاء لتفهّم قيمة الوطن و
الذّود عنه؟؟ لا سيّما بعد أن خبر أغوار عوالمهم و كشف خباياهم فلاذ بالابتعاد عن
الكتابة لكنّه لم يطق صبرا...
لقد عاد ليسكب آلامه و شجونه الممضّة
لما شهده العالم آنذاك و ربّما يكون في الغد مسحة أمل ؟؟؟ حقل محمّل معاناة و قسوة
لكنّه يرتقي عنه، بالغوص في حالة روحيّة ربّما تنجِده منه؟؟ حتّى يغرق في فراديس
الذّكر و يشحن روحه قوّة و بقاء ليتسربل مع الواقع... هو حقل يستحقّ المضيّ فيه
بخطى ثابتة، القيم الإنسانيّة الصّادقة النّبيلة هو ما يجب أن يكون عليه هذا
الحقل: حقل الأدب و الفنون.
10)المدخل
الاستنباطي:
لوحات فنيّة قدّت بريشة فنّان بارع
مبدع في تناسق و تناغم هي "تأمّلات في تراتيل النّاقة" للشّاعر المغربي
الدّكتور "أحمد مفدي" الّتي جاءت في قصائد تفوح شعورا و إحساسا صادقا
أراد من خلالها أن ينتصر الحبّ، العشق في أسمى درجاته... بما هو شغف و وله... بما
هو إخلاص و تقدير و عمل... بما هو عفّة و قداسة و وعي.. بما هو يقظة و شجاعة و عدم
استسلام... راية حملها شاعرنا ناصعة صدقا لنخبة بعينها.. نخبة الواعين
المسؤولين... ثلّة من المجتمع الّذي ينتمي إليه... ذلك ما يريده أن يكون و ما
اعتماده على القاموس الدّيني خاصّة و الصّوفي ( ألهما، تقواها، راهب دير، معبدها
الوثنيّ..) إلّا رغبة منه دفينة لملامسة ذلك العالم المترع عشقا و هياما في خطّ
مواز للأخلاق و القيم و التّشبّث بالماضي .. فالصّحوة آتية رغم أنّ الجرح غائر و
الحيرة طوّقته فانكسر الفرح لكنّ الضّوء و النّور يراقصان الأحلام قد تورق؟؟
ولئن احتضنت الصّحراء الإطار المكانّي
العام لأغلب القصائد ثمّ كانت الرّبوة و الانعراجات و الرّبع و القرية و السّوق و
المعبد و أبواب المدائن.. فإنّ شاعرنا قد أخذنا معه دون تذكرة في سفرة لغويّة
بديعة إليها، (الصّحراء) و غصنا في أعماقها فنجح أيّما نجاح في رسمها وهو ابن
المروج الخضراء، مدينة التّين و الزّيتون بيد أنّ هذا الاخضرار قد ولّد حيويّة و
طاقة أخّاذة في الكلم فكان سيّد اللّغة بامتياز.
رحلة زهد و يقين و إنشاد من نوع خاصّ:
فكان الرّقص و الدّفوف و الحُداءُ و وشوشة الطّير و دندنة خرير و أصوات رعيان
كلّها إنشاد المجذوب يناشد الأشواق و الوجدان و الدّفء، هو ليس سحر هذيان هو لحن
النّشوة و تاريخُ صحائفَ وجدٍ و بعض آيات القدر في الزّمن الصّامت المخصيّ إذا
أظلمت اللّيلة و حلّت أستار اللّيل و لبس خوذته أيّام الحرُم؟؟ ربّما تحملنا نجمات
الفجر كي نعانق شقشقة الصّبح
و يكون مسرانا الأبديّ و المعراج إلى
اللّه.
11)المدخل الرّقمي:
إنّه المدخل المهمّ جدّا باعتبارنا
نطبّق النّظريّة "الذّرائعيّة" في دراستنا لديوان "تأمّلات في
تراتيل النّاقة" لصاحبه الشّاعر المغربيّ الدّكتور الفذّ "أحمد
مفدي". من خلال المدخل الرّقمي بما هو تحليل رقمي علميّ قويّ يتأكّد لنا مدى
رصانة النّصّ وقوّته، على هذا الأساس سنعبر حقولا دلاليّة اعتمدها شاعرنا مرتّبة،
منتظمة، متناغمة مع بعضها البعض، بخبرة عالية و حبكة مميّزة:
-دلالات الجمال: أحداق –بساتين –تزهر
–نشوى –المرح –عبق –وردا –شقائق نعمان و بهاء –تورق – زهر قرنفلة –أزهارا –فلّه
–القمر –الصّفو –لماها – جلّنار –نشوى –شفتاي – عينيك – ثغرك –السّاقين –عيون
-دلالات الطّبيعة: وادي –مفازات –الغيم
– الشّمس –غيوم –أنهار – الرّبوة –النّخلة –مرعاها –أرض العرب –الرّيح –الماء
–الأفلاك –البيداء –السّدرة –النّاقة –الرّمل –الصّحراء –شهابا –الأقمار –أشجار
الأكمه –رمادا –العترة –غيمة –الطّين –الأكوان –أمواج النّهر –البحر –الجبل
–حدائقك –أحجار الوادي –جبل الرّضوى –الأسوار – الصّفصاف –المطر –الرّطب –الدّيَم
–الأحراش –الأرياف –جبل الشّيخ –أشجار الملح –البرق –الدّوّ –الخلجان –الأنهار
–الجذع -فاكهة الرّمل –عاصفة الأنواء –التّلّ –أعشاشك – نجوم –الحيطان –الشّطآن
–مطرقة –أوتاد –الجمر –الأنواء – أشجار البلّوط –غابات –الصّبح – الفجر –نواميس
–غابات
-دلالات التّديّن و التّصوّف: زاهدة
–تصلّي –ترتّل –معبدها –دير الرّاهب –تعاويذها –السّكرة - ألهمها –تقواها –الرّاهب
–أيّام الحرم –مسرايَ –السّجدة –ناسكة –تطهّرْ –العابد –دحّاها –سوّاها –القرآن
–الرّوح –الأوثان –الرّكّع –أوراد –شهود –السُّبحة –كأس الذّكر –ببردته –أقبية
الذّكر –المسد –الواحد الصّمد –الزّهد –الكهنة –خمورا –الرّدّة –قَتره -المعراج
إلى اللّه -السّدرة –عين حور –شياطين –جنّ –الرّوضة –رهق –إثم –صحف –ألواحا
–الأصنام –مسراه الأبديّ
-دلالات الزّمن: عشيّا –غسق اللّيل
–أسمال التّاريخ –اللّيل –الصّبح –الغلس –الغسق –النّزق –الشّفق –غيهب الظّلام
–الفجر –اليوم –مساء –الآن –الأيّام –الظّلمة –صباحا –غروب الشّمس –منذ الأزل
–الآتي –السّاعة –الماضي –الغفوة
-دلالات الموسيقى: قيثاره –مغناك –يشدو
–دفوف –رقص- نواقيس –حداء-إنشادي –وشوشة طير –أنغام السّهر –يغنّي –يدندن –خريرا
-دلالات الأمل: الأحلام –الضّوء –الحلم
المورود –بشائر إصباح –الألق –الفرح –الأمل –نشوى –دنياك –فرحا –أغنية النّصر
–تورق –تزهو –النّور –جذلى –الإشراق –الصّحوة –مفتونا –يحلم –إنشاد
-دلالات الألم: هجر العشّاق –تشكو
–الأرق –السّقم –حمل أتعبها –حزينا –رمادا –وحيدا –الضّيم –صرعانا –فيوضي –شجوني
–وهن –ناكصة –الوهم –فزع الأحلام –وحدي –حيرة –الحيرة تخنقني –الوزر –رنين الحزن
–ألم –عناقيد سهاد –الموتى –الجرح –عواء –نباحا –وجع –الدّمّ –جمر لظاها –عاصفة
الرّعب –الجرح الغائر –يعوي –أشجان –مهيصة أوهام –صقيعا –القرح –الهلع –نواحا
غيومي
-دلالات الأخلاق و القيم: الزّيف
–أسوار سخائم –الوهم –الغيّ –على خجل –عربدة و عناد –خطيئة جارية كاذبة –أزلام
العفن –الضّغن –بلا همم –صلفا –حُزق –حرّاس العدم –سرقوا –الطّاغوت –العطن –بهاء
القيم –أنهار العفن –الرّيبة –الإحنِ –الرّيْن –السّحت –الفتنة
-دلالات الحبّ، العشق : عشقت –الأشواق
–العشق –الوجد –هياما –العشّاق –الدّفء –أحاسيس الجذب –العاشق -الوجدان –النّجوى
–هوى -المعشوق –الواصل بالموصول –الحبّ تهوى –الغاوي -قافلة الأشواق –لحن النّشوة
–عشّاق السّحر
-دلالات اليأس: أبواب المنتقم –أجراس
النّدم –السّأم –ثقافات الحزن –آهات الوطن –العتمة – زمن التّيه –رعاة الصّمت
–السّادر –نواقيس الحزن –سرداب الموت –أمير القتلة –فزّاعات هوس –الرّجفة –أعماق
النّفق
-استعمل التّشبيه: كالخيمة –كالبركان
–كسحابة وهم –كالطّفلة –كالنّسمة –كأنفاس التّنين –كالأشباح كعين غزالة –كسائحة...
-استعمل النّداء المباشر: يا عاذلتي
–يا سيّدتي –يا وطني
-استعمل صيغ نحويّة كالأمر و النّهي
-استعمل أسلوب تقريري: أنا/ إنّ، إنّك
-استعمل الأسئلة الاستنكاريّة
الاستهزائيّة.
هكذا يكون مجموع العبارات الدّالة على
التّصوّف و التّديّن مع دلالات الأخلاق و القيم بالإضافة إلى دلالات الأمل مجموعها
94 على 10 معدّل 9.4 من 10 يكون الدّيوان قد حقّق أعلى درجة من الرّصانة لما حواه
من مشاعر عظيمة راقية لا يمكن العيش دونها من لدن فنّان قدير متمرّس في اللّغة.
الخاتمة:
رحلة وجد و عشق عبر المفردات، الجميلة
المميّزة الّتي تحتاج الغوص في معانيها لتفهّمها، و الصّور الشّعريّة الأكثر
إبهارا لنا و سحرا من نوع خاص، ذات الوقع الرنّان مع مزجها بين الحداثة و القدم
على أجنحة الحسّ الصّادق و الأمل المتوالد للحياة و الوطن بالرّغم من الوجع و
الألم و الحالة الّتي مرّ بها العالم العربي و المغرب خصوصا، فذلك سيحمل نقطة ضوء
لغد مشرق بصحوة قد تجيء و شاعرنا هدّه الإعياء فتسربل مع الوجد يقطر صبابة و هي
نسائم الإصباح لسوف تأتي...
حبك لنا الشّاعر الدّكتور "أحمد
مفدي" خيوط قصائده فبدت قطعة فنيّة مطرّزة باللّغة و الحنين للماضي المجيد
برنسا يقينا من الوكسة فنستيقظ مترعين بالأمل و قد أفزعنا نداؤه "يا
وطني" فمن منّا لا يعشق بلده، أرضه كلّ تفاصيل العيش فيها و لا شكّ هو حبّ
الانتماء إليه... ورايته غد سوف يأتي مزهر؟؟ بلا منازع ديوان يضاف إلى المكتبة
الثقافيّة العربيّة بكل افتخار و عن استحقاق.
المراجع:
1-"الرّؤية
الشّعريّة" لمحمّد الهادي بوقرّة
2-حوار مع الدّكتور أحمد مفدي
3-مركز الجزيرة للدّراسات
4 "مزايين
الإبل" سعد الصويان، الرّياض المجلّة العربيّة 2008
5- مجلّة
"المسار" التّونسيّة
6-"التّاريخ و ما
وراء التّاريخ" للد. عبد الحكيم الكعبي (أكاديمي عراقي مقيم في ليبيا)
7-"رحلة التّاريخ
في قياس الوقت" لحواس محمود سورية
8- "المواطنة و
القبيلة و خيار الدّولة الحديثة " لعمر فوزان الفوزان
9-" دراسة ذرائعيّة
لقصيدة القمر الأحمر للأستاذة المغربيّة مجيدة السّباعي.
أ-ديوان "تأمّلات في تراتيل
النّاقة" للدّكتور أحمد مفدي.
تعليقات
إرسال تعليق