بين البنية السردية والتشكّل القِيَمي: قراءة ذرائعية في رواية "مشاهد" للكاتب المصري شريف التلاوي بقلم الناقدة الدكتورة عبير خالد يحيي
المقدمة " تعيد رواية مشاهد مساءلة العلاقة بين البنية السردية ومسار التشكّل القيَمي في النصوص الروائية المعاصرة، حيث يُبنى سرد المشاهد كأداة لرصد تحوّل الضمير الإنساني وسط فضاء معَوْلَم متشابك القيم والهويات." تنطلق الرواية من نبوءة أمومية حالمة، تُلقي على الطفل عند ولادته توقّعًا ببطولة كبرى، سرعان ما تتفكك تحت ثقل الحياة اليومية، ويُكتب مسار البطل من خلال رحلة صامتة من التربية الأخلاقية العميقة. إنّ "مشاهد" ليست رواية صعود اجتماعي، ولا رواية أحداث كبرى، بل هي رواية تربية الضمير الأخلاقي Bildungsroman ، في عصر تُهدّده القيم السائلة والعولمة. بطلها ليس قائدًا نرجسيًا، بل إنسان عادي شريف، يُعيد بناء قيمه يومًا بيوم، في تفاصيل الحب، الأبوة، العمل، والصداقة، وسط عالمٍ تُنازعه ثقافات متعددة. تعتمد الرواية أسلوبًا لغويًا هجينًا: بين الفصحى واللهجة المصرية، وبين المحكي والإنكليزية، وتُبنى على مشهدية سردية لا خطيّة؛ حيث تُكتب الحياة كسلسلة "مشاهد" مؤثّرة، لا كحكاية مغلقة. وتُقدَّم هذه القراءة الذرائعية للكشف عن آليات بناء القيم في الرواية...