قصيدة النثر العربية المعاصرة
بمنظور ذرائعي/
صدر مؤخرًا للناقدة الذرائعية الدكتورة عبير
خالد يحيي كتابها النقدي الموسوم ب ( قصيدة النثر العربية المعاصرة بمنظور ذرائعي)
عن دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع في القاهرة.
برقم
إيداع : 17539/ 2020
وترقيم دولي: 9- 335- 728- 977- 978
تضمّن الكتاب :
إهداء إلى الأبناء والجيل المعاصر من أبناء
الوطن العربي, ثم تقديم للكتاب من المنظّر الذرائعي العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي بعنوان : هل
قصيدة النثر تحدٍّ عصري لقصيدة القريض أم عقوق وليد لأبيه...؟!
تحدّث فيها عن الملابسات التي وقع فيها
العديد من شعراء قصيدة النثر حينما خلطوا
بينها وبين القصيدة المترجمة, فجرّدوها من شكلها الجمالي, ومن جعلها لغة سردية
وأعطوها ملامحَ لا تمتّ للغة العربية, فمسحوا حدودها اللغوية بطرد أدوات التنقيط
منها, وقاموا بتجريدها من موسيقاها, الإسفين الحديدي الذي دُقّ بين السرد والشعر,
ومنهم من كتبها بشكل جيد, لكن بجهل لملامحها الفنية والجمالية, ثم استعرض المنظر
تلك الملامح... وانتقل بعدها إلى الحديث عن أغراض قصيدة النثر, وهو المحور الأساسي
الذي كتبت فيه الناقدة كتابها هذا, داعمًا ومشيدًا بهذا التناول الفريد من قِبَل
الناقدة في هذا الموضوع.
حوى الكتاب على بابين:
-
الباب الأول : المقدمة النظرية: أصول قصيدة
النثر العربية وأغراضها المعاصرة .
استعرضت فيه الناقدة نشأة وتطوّر الشعر الحر,
كتأثير غربي دخل الأدب العربي, وأحدث نقلة نوعية
من الشعر العمودي القائم على البحور الخليلية إلى الشعر الوسيط الذي جاء
بموسيقى خليلية وتعبير غربي مليء بالانزياح نحو الخيال والرمز, فكان لونًا
حداثيًّا جميلًا منبثقًا من سيّدته قصيدة القريض, وحلقة وصل بين القريض والحر
المستورد, ويُعد بدر شاكر السياب ونازك الملائكة من الروّاد الأوائل الذين أدخلوا
غريبًا إلى الخيمة الفراهيدية العربية, فجاءت قصائدهم تميل إلى الأوزان الخليلية,
مع تحفّظ شديد من تطبيق الحرية الشعرية والاتجاه المستعجل نحو قصيدة التفعيلة,
فكانت تقع بين الشعر الحر المموسق بتفعيلة وبين الشعر القريض.
أما مبعث الحرية في الشعر الحر فكانت بدايتها
مع قصيدة التفعيلة, وتحرّرها الكامل من الأوزان الخليلية, وجعلها حرّة في تنغيم
التفعيلة المتتالية في نهاية الجمل, والمتغيرة باستمرار طبقًا لملاحقة المعنى
بضمان التفعيلة المستمرة, لذلك مخطئ كل من أعطى أو يعطي شعر التفعيلة أوزانًا
ثابتة, لأنه يساهم في إعادته من جديد لقيود الوزن والقافية.
أما قصيدة النثر, فهي بنت الحداثة المدللة,
وإفراز جميل من إفرازات الترجمة في الأدب العربي, موسيقاها داخلية مستمدة من
محتواها الموغل بالتكثيف السردي المموسق, تلتبس بشكلها البصري مع الخاطرة والنص
المفتوح, ويعزلها عنهما إسفين الموسيقى الفاصل بين النثرية والشعرية بين جنباتها.
ثم استعرضت الناقدة نشأة قصيدة النثر وظهورها
كمصطلح في الأدب العربي من النصف الأول من القرن العشرين, وذكرت ملامحها كما وردت
في كتاب سوزان برنارد ( قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا), تلك الملامح المعروفة
والخصائص الغريبة التي تأثّر بها أوائل روادها كأدونيس وأنسي الحاج, والتي لم تنصف
هذه القصيدة بل وتخرجها من الإبداع الشعري, مثل أنها لا تحتوي على المحسنات
البديعية, وأنها تمتاز بسكون نهايات الجمل والسطور والمقاطع, وأن مفرداتها تُقرأ
دون الالتزام بالحركات, أي أنها معمّمة بالسكون على كامل القصيدة, وأنها ذاتية
مكتوبة وفقًا للفكر الخاص بالشاعرمتحرّرة من الأنماط التفكيرية وما يرتبط بها من
قوانين وأحكام, وأنها غامضة وصعبة الفهم بشكل مطلق, وأنها إسفنجية البناء
والتركيب, هذه السمات الغريبة أخرجت قصيدة النثر من الشعر تمامًا.
ثم
قدّمت الناقدة ترسيم نقدي لأصول قصيدة النثر طبقًا للمنهج الذرائعي, عبر استعراض
الفرق بين القصيدة المترجمة التي تفقد شكلها ( صورها الجمالية وموسيقاها) حين
دخولها في مجرفة الترجمة, وبين قصيدة النثر العربية التي لن تكون أبدًا قصيدة مترجمة,
بل قصيدة تملك شكلها ومضمونها, وخلصت إلى حقيقة أن قصيدة النثر قد رأت نفسها بين
أيدي العرب بشكل أكمل وأجمل منها بين أيدي شعراء الغرب.
وكل
المصادر التي اعتمدتها الناقدة بهذا الخصوص تعود إلى النظرية الذرائعية المدعّمة
بآراء للمنظر عبد الرزاق الغالبي, والتي خلصت إلى أن قصيدة النثر العربية هي
ابتكار عربي جديد أصيل, حاول به شعراء الحداثة العرب تقليد القصيدة المترجمة,
وأسبغوا عليها أرديتها العربية بزخرفتها الجميلة.
ثم تطرقت الناقدة لموضوع الهامش النقدي أو
البؤرة في قصيدة النثر العربية, والذي هو ابتكار جديد أُضيف لقصيدة النثر العربية,
فأحدث فيها تجديدًا شكلًا ومضمونًا ونقدًا, وهو وضع مكتشف عند الشاعرة المصرية (
سمر لاشين) التي كانت تكتبه بتلقائية, وكانت تظنه زائدًا عن القصيدة ولم تشأ حذفه,
فوضعته على شكل هامش, وكأنها تنقد قصيدتها, أي تقوّم ما كتبت بشكل مقتضب, وكأنها
تعطي بؤرة ثابتة لنصّها تدور حوله أحداث القصيدة, وهذا شيء جديد في أجناس الشعر,
يحضر فيه الشعر والنقد معًا في الشاعر, وفي نصّ واحد, واستشهدت الناقدة على ذلك
بقصيدة للشاعرة السورية ريتا الحكيم.
بعدها عرّجت الناقدة إلى الحديث عن أغراض
قصيدة النثر العربية الجديدة, وهي أغراض عصرية تتميّز بها عن بقية أنواع الشعر
بعمومية التعبير, بأغراضها الخاصة العصرية المشخصنة باستراتيجية الشاعر, هذه
القصيدة تمتاز بالإسناد الاجتماعي بتلك الأغراض, لأنها تحمل قضايا المجتمع
بخصوصيات أغراضها المتنوعة.
-
الباب الثاني : الدراسات
التطبيقية
تنوّع
الأغراض الشعرية في الشعر الحر ( قصيدة النثر) بتوافق مع العصر
دراسات
ذرائعية لنصوص ثلاثة شعراء معاصرين بأغراض عصرية مختلفة لم يألفها الشعر القريض,
بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي
المحور
الأول: الغرض الرمزي الفلسفي الوجداني
مزدوجة المحسوسات العينية
والمعنوية في قصيدة ( سأعير عينيكِ انتظاري)
للشاعر العراقي أ.د. صباح عباس
العنوز
المحور
الثاني: الغرض الرومانسي سمة الأنثوية في شعر الشاعرة السورية عبير العطار
بديوانها ( سِلفي مع الروح)
المحور
الثالث: الغرض الوطني والسياسي في ديوان ( المنازَلة) للشاعر المصري عُمارة
ابراهيم
ثم خاتمة ذكرت فيها الناقدة أن المعاصرة
بالشعر الحر هي أسرع وأوسع من المعاصرة في الشعر الكلاسيكي القريض, لأن المعاصرة
بالشعر الحر تتبع تطوّر المجتمعات, لذلك أخذ الشعر الحر أغراضًا متحرّكة بتحرّك
التطوّر الإنساني, فصارت تلك الأغراض تلاحق قضايا الإنسان في كفاحه اليومي, أما
الشعر القريض فقد جمدت معظم أغراضه, وبقيت ملتصقة بالعصور السالفة, وقسم منها
انقرض بفعل التطوّر الإنساني والعصرنة في الأدب, كغرضَي المدح والهجاء, أما
الأغراض الأخرى فبقيت تراوح في مكانها.
الجدير بالذكر أنه صدر للناقدة العديد من
الكتب النقدية منها:
-
السياب يموت غدًا/ دراسات ذرائعية لقصائد
للشاعر العراقي عبد الجبار الفياض 2017
-
أدب الرحلات المعاصر بمنظور ذرائعي 2020
-
الذرائعية في التطبيق بالاشتراك مع المنظر
العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي 2017
-
الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي /
مشترك مع المنظر عبد الرزاق عوده الغالبي2018
-
الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية/ مشترك مع
المنظر الغالبي2018
-
الذرائعية في التطبيق طبعة مزيدة منقحة/
مشترك مع المنظر الغالبي 2018
كما صدر لها
في الإبداع :
-
لملمات / مجموعة قصص مكثفة 2016
-
عطايا / مجموعة شعرية 2016
-
رسائل من ماض مهجور / مجموعة قصص قصيرة 2016
-
ليلة نام فيها الأرق/ مجموعة قصص قصيرة 2018
-
قصيدة لم تكتمل / مجموعة شعرية 2019
-
بين حياتين/ رواية 2020
تعليقات
إرسال تعليق