الإسكندريون يعرفون "عايدة "
الإسكندريون يعرفون
"عايدة"
الشاعرة المصرية
شهدان الغرباوي
**
الورود التي دوَختها (المساءات)
حقيقية بدخان عايدة
قديمة عايدة كملح البحر
وسماويٌّ حزنها
وروحها صحراءُ مفتوحة على اﻹله.
اﻹسكندرية تعرف عايدة
ويعرفها العاشقون بالمقاهي الليلية
عايدة تعرف العاشقين بسيماهم
وهم يعرفونها بابتسامةٍ لا تنقطع
وورود تبكي
"يسوع" يحيط عايدة بذراعيه أينما حلّت
ويحمل عنها صليبها الثقيل
صنعته من انكساراتها
ومن النذالات التاريخية لذكور الشواطئ
يحمل عنها تلال الورد التي تجوب بها مقاهي المدينة
ويقول لقاطعها اﻷماميّ الوحيد :
كن شمسًا مكتملة ـــــ يا واحدًا
وكن راعيًا للتبسم، يا مغتربًا كــــــ "مقابر الشاطبي"
أشرق بليل المحبين
وأنِر مصابيح المقهى
التي أطفأها العرّابون، بحجة توفير القُبلات
اظهر على الجالسين كاملًا ــــــ أيها القاطع الطيب ــــــ
ليفرحوا ويكفّوا عن الثرثرة
وأنت يا عايدة
قولي للمحبين الحقيقيين، الذين لا يدعون مع أحبائهم أحباءَ آخرين:
طوبى لكم
"سيغفر الله لكم كثيرا
لأنكم أحببتم كثيرا"
يقول يسوع:
لعايدةَ قلبٌ ثاقب
تنفث منه دخانها فوق مخلفات المساء
فتكون المخلّفات وردا
وتكون مددا
أقول:
للعاشقين لدى عايدة ابتساماتٌ كثيرة
وورود كثيرة
وصكوك غفران
ولعايدة لدى العاشقين
سيجارةٌ واحدة.
________
من ديوان/قرص المجاز المهدئ "تحت الطبع"
شهدان الغرباوي
تعليقات
إرسال تعليق