دراسة ذرائعية مستقطعة للقصة القصيرة ( صحوة)
دراسة ذرائعية مستقطعة للقصة القصيرة ( صحوة) للقاصة السورية د. عبير خالد يحيي بقلم الناقدة اللبنانية صفا شريف أولًا: النص : صحوة لم يصدّقوا أنني سأهبط من عليائي يومًا ما .. صمتي الذي أشعلَ أوارَ ألسنتهم بالرجاء والاستجداء قبل عشرين سنة, أخمدَها اليوم صوتي الذي انطلق ضعيفًا, ممتطيًا لسانًا ملجومًا, متكسرًا عند الفواصل, كسيحًا عند النقط : -"أريد بدلة كحلية, وقميصًا أبيض, وربطة عنق وردية . أريد عطرًا فاخرًا . أريد أن أحلق ذقني وشعري . وسأنزل ...." لم أكمل كلامي, قوطعتُ باندهاش الوجوه التي تكرمشتْ وتغيّرتْ سحناتُها, وهربتْ منها الحياةُ هنيهة, كأنها رأتْ شبحًا, وجوهٌ طيبة تأسّفتُ بيني وبين نفسي أنّني عكّرتُ سماحتَها وصفاءها, زعزعتُ أمنَها, وتمنيتُ لو أنّني لم أُخرِجْ صوتي من قمقمه . كانت أمي أول من أخرجتْها (زغرودةُ) أختي من الذهول! وأعادتها إلى أرض المحسوس, فانطلق لسانُها بعبارات الحمد والشكر لله ... لم أغادرْهم إلّا مُرغمًا, أمي وأخوتي وأصدقائي, كنتُ على موعدٍ قَدَريٍّ مع صمتٍ كئيب أطبق بنواجذه وأنيابه على حياتي, يوم فاجأني الموتُ بابتلاعه نصفيَ السف...