هاجس الغربة والحنين للوطن في نصوص الشاعرة عبير خالد يحيى دراسة نقدية ذرائعية لمجموعتها الشعرية (قصيدة لم تكتمل) بقلم : الناقد الذرائعي هيثم محسن الجاسم
تمهيد: شهد القرن الحادي والعشرين صفة علمية لم تحملها القرون السابقة , وهي الهوس في التقدّم التكنولوجي الذي أصاب العلوم والظواهر, ونقلها نقلة خيالية في البيت والشارع, فصار كل شيء يأتي إليك بسهولة ويسر, المتعة والحركة والتصرّف والسفر, حيث ملأ التقدّم التكنولوجي كل زوايا الحياة ومكوّناتها، فأصبح الحاسوب والمحمول ساحة لواقع الحياة العلمي والأدبي، وبضغطة واحدة على جهاز المحمول تستطيع أن ترى جهة الكرة الأرضية الثانية بكل سكانها.... انحسرت القراءة, وصار الستالايت والتلفزيون موضة قديمة, واختفى التلفون من البيوت, وأمسى النقل والاتصال الحي لعبة سهلة مسحت الغربة من الوجود, وصار تطبيق ال (جي بي أس) دليلًا مخلصًا للسائح, فقد أعطت تلك الأتمتة التكنولوجية كل طاقتها لخدمة إنسان هذا العصر، حتى طال هذا التغيير لغته التواصلية، فنتج عن هذا التطورالتقني ظهور (تكنولوجيا اللغة)، حين انحسرت القراءة السابقة التي كنا نمارسها لتقوية الجانب الثقافي في القرون السابقة، فأضحى الجاهل حين يتعرّض لسؤال، يغنيه (كوكل) والمنصات الإلكترونية الأخرى عن حرج الإجابة، فتنفّس التخلّف والجهل, وتصدّرا المشهد لي...