نافذة التعضيد النقدي الذرائعي العلمي 2 الجلسة الثانية- المؤرخ الباحث : صباح محسن كاظم

 نافذة التعضيد النقدي الذرائعي العلمي 2

الجلسة الثانية- المؤرخ الباحث : صباح محسن كاظم

بانوروما التوثيق العلمي والأدبي

في إصداره الموسوم( فنارات في الثقافة العراقية والعربية)

لصباح محسن كاظم

بقلم: عبد الرزاق الغالبي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

يشرفني أن اكون بينكم  وتشريفي الملقى على عاتقي في تلك الجلسة هو الحديث عن عمود من أعمدة الثقافة و المعرفة العلمية والأدبية في هذه المدينة المعطاءة وفي العراق والوطن العربي/ أخي المؤرخ الكبير صباح محسن كاظم/ وكتابه الرائع الزاخر بصور ملونة لبانوروما فكرية تزخر بأجمل الألوان المعرفية عن قامات أدبية وعلمية وفلسفية عراقية وعربية ثبت إبداعاتها بدراسات علمية وثقافية رائعة...والحديث عنها لا تغطيه جلسة واحدة ولا تكفيه دراسة لإكتضاض الموضوعات والثيمات والمحاور الغنية في هذا الأصدارالموسوم(فنارات في الثقافة العراقية والعربية(الجزء الرابع) ،عرفت صباح منذ عشرين سنة أو اكثر،زميل تربوي ،وحين قرأت سلسلة كتبه من الجزء الأول حتى كتابه هذا (الجزء الرابع) ، أيقنت أنني لا اعرفه جيدا فقد إدهشني ما قرأت ،وصار صباح في مخيلتي بصورة جديدة لا إتقنها من قبل ،عملاقا من فكر وجبلا من معرفة، توقفت هنا وهناك  حائرا بين ما خط من روائع و بتحليلات نقدية ملونة لا تقف على جانب أو جرف، تفك أسرارا لكثير من الظواهر والمصطلحات والإشكاليات الأدبية والعلمية والفلسفية المستفزة التي كل واحد منها يصلح منهاجا لجلسات وليس جلسة  واحدة وساقتضب بشدة جزءا منها  بالنقاط التالية:

وتبين لي من تعضيدي لمنتجات صباح المعرفية مسالك عديدة الأخصها بالنقاط التالية:

1.التوثيق التاريخي العلمي:

 وهذا الموضوع لمن يقرأ صباح محسن يرى تعلقاً غير إعتيادي بالتأريخ ، وأنا أعزو ذلك للتأثير الوظيفي فيه و بشكل رسمي لكون التأريخ هو مجال إختصاصه وربما هنالك أسباب إخرى (نطلب منه المداخلة لتوضيحها إن وجدت) ولا بد أن يضع بصمته التاريخية في اثره الأدبي والعلمي هذا ، تظهر سومر جلية ويد أور نمو تشير نحو الحبوبي وتاريخ المدينة بمحطات تفرض نفسها بين سطور موضوعاته الأخرى بشكل قسري وفي جميع المحطات الأخرى التي شملها المنجز الزاخر كسفينة نوح، فالتأريخ عند صباح هو بؤرة ذرائعية علمية وإستراتيجية لا مفك منها في أعماله الأدبية والأخرى الملونة بشكل شامل  .... ص13                      

2. إنعكاسات تلك الثقافة:

نرى لدراساته النقدية الثقافية والتأريخية إنعكاس ملموس لثقافته الواسعة في الساحة الأدبية والبحثية ،موطيء قدم وترسيم للمنهج الثقافي الذي لا يقتحمه إلا من هم نقادا بثقافات عالية في عصر صارت فيه المعلومة الرقمية بكبسة زر فوق جهاز لا يتجاوز حجمه الخمسة أصابع وتطل السير من بين تلك المعلومات بحلة مصبوغة بصور مترعة بالتشويق وقد غلب عليها المد التأريخي كغيرها  وهذا ديدن صباح إبن سومر وأصالة التأريخ ....ص13

3.إمتداد تلك الثقافة الملونة:

تتيح هذه التوثيقات العلمية والدراسات النقدية مساندة غليظة للباحثين لكونها كتبت بدقة تاريخية متناهية وباسلوب علمي تقريري مدروس وهذه الدراسات تركز على المنتج الأدبي وتحيط به من كل الجوانب بعرابة فكرية مدروسة تساعد على ترقيته كمادة بحثية محترمة تساعد الباحثين على تقصي الحقائق العلمية والأدبية والسيروية بسهولة ويسر...ص14و15

4. التبئير التوثيقي عند المدون صباح محسن:

ومع هذا التحرك الغير مرئي لخيط التاريخ المتماسك في التبئير النقدي عند صباح ،والذي يتخلل تلك الفنارات بمطاردة الموضوعات التاريخية بصورة مرئية كتاريخ المدن وديموغرافيتها كما شاهدنا في دراسته الديموغرافية لمدينة الأسكندرية ومدن غيره والربط الديموغرافيه بين دراسة منتجات الأدباءوجغرافيته السكانية......ص 17

 5. السير الشخصية الأدبية:

وقد امتازت هذه المجموعة بكوكبة من السيرالموهوبة والتي إتخذ الإستاذ صباح سماتها الإبداعية المتميزة كبؤرة للخوض فيها فلسفيا أو نقديا أو أدبيا أو إجتماعيا  ،وفي تلك الفنارات كان التركيزعلى المنتجات  العلمية والأدبية واظهار قيمتها وسماتها المعرفية والبنائية والفنية والجمالية ...ص22

6.البيئة والمحيط :

واحيانا يمزج المؤرخ صباح بين البيئة والشخصية والبيئة العامة في زمكانية الأجراء المعرفي ويستخدم تلك العنصرين كضغوط خارجية في المنتج العلمي او المعرفي ...ص 24

7.تركيز الباحث على الجانب الشعري:

وقد لاحظت إن الباحث المدون صباح محسن ،يركز في دراساته النقدية على الجانب الشعري اكثر من السردي وخصوصا التجارب الشعرية ، ربما لتميز مدينة الناصرية بالجانب الشعري لكون الشعر هو الهدف الأدبي الأول في الدراسات أكثر من السرد (هنا نحتاج راي الأستاذ صباح في تلك النقطة  ....ص27

8.تركيز المدون على الدلالات في دراساته التوثيقية:

من الملاحظ إن صباح محسن، يركز على الدلالات في دراساته  كسمة ذرائعية علمية تميل باتجاه الفلسفة اللغوية كون الدلالة تتحرك بين عالمين وثالثهما المنتج البشري (الأنسان)، وخوض الباحث صباح محسن في موضوع الدلالة ليس بشيْ إعتباطي بل هو تبئير مقصود لكون الدلالة ليس بالشيء البسيط  وهي الجهة الأشارية والسيميائية للمعرفة وهي الوعاء الجاهز والمتحرك دوما في نقل المعرفة وجمعها في العالم الداخلي ،وموضوع الدلالة عند النقاد هو موضوع شائك لكونها تربط بين عالمين العالم الخارجي والعالم الداخلي وتتعقب الدلالة  المعرفة كناقل  معرفي يبحث عن معناه، وقد أختلف العلماء في تعريفها وكينونتها وهى علم لغوي إشاري مهم جدا،و لكون صباح محسن ذو تجربة واسعة وثقافة راقية صار خوضه فيها علم ومعرفة  وإضافة نوعية وليس ذكر فقط     ....34ص  و  46

9.التوازي الأستراتيجي عند المدون صباح محسن:

يتناص المؤرخ صباح محسن في التوثيق مع حسن عبد الغني في حب الناصرية وادباءها ومتابعتهم باخلاص وروح نظيفة من النرجسية والانانية حيث يتابع منتجاتهم ويسافر من مكان الى آخر ويدفع من جيبه الخاص في تلك الحركة الدئوبة خدمة للساحة المعرفية في مدينته فهويوزع الأصدارات ويكتب عنها دراسات وتعليقات وتلك الصفة من الولاء لا تتوفر إلا عند القليل الأدباء الكبار أصحاب التجارب الواسعة ومن الموهوبين واصحاب القلم العراقي والعربي...43                      

 10.المسلك الفلسفي والسايكولوجي عند صباح محسن :

يدخل الباحث صباح محسن في عالم التساؤل وهذا ما يقود الى مسلكين ن المسلك السايكولوجي في السلوك النفسي للكاتب والمسلك الفلسفي والتجذير الفلسفي الفكري....فياخذ بتساؤلاته عن كينونة الإنسان (فتح صفحة58) وقراءة البيتين ثم الانتقال الى (ص59) لقراءة البقية من المدون موضوع البحث....ص 59

11.الخطاب النقدي عند المدون صباح محسن:

يتناول موضوع الخطاب الشائك ولغة الإدراك الساندة discourse language  وهذا الموضوع موضوعا شائكا خصوصا عند الأكاديمين في الجامعات لكون معظم البحوث تصب في هذا الموضوع الذي أعتبرته الذرائعية لغة الأدراك الساندة التي تسكن المخ وتكون مسؤولة عن حركة اللغة القادمة والذاهبة وتشفيرها ثم القيام بتحليلها حسب الطلب القادم من العالم الخارجي.... ص94

12.دراسات الروائية عند صباح محسن :

ما انفك الناقد صباح محسن إلا وتأخذ الرواية دورا مهماً في دراساته من حيث التشابك السردي الذرائعي والمحاور الثلاثة المكونة للصراع الدرامي وهم (محور التوليد ومحور التكوين والمحور المعارض) وكذلك خاض في الخلفية الأخلاقية ومبدأ التعويض الأخلاقي(Doctrine of Compensation ) والخلفية الأخلاقية والمعتقدات الدينية العالمية  ....ص    99

13.إشكاليات الأديان والنظام الكهنوتي عند صباح محسن:

( تناول الباحث صباح كاظم اشكالية الإلكيروس(النظام الكهنوتي في الدين المسيحي(والاختلافات بين الارثودوكس والكنيسة الرومانية والكنيسة الكاثوليكية واختلاف الحصص في هذا النظام وكذلك درس الأسباب المؤدية للختلافات الدينية والمذهبية من خلال التوثيق والتدوين...ص  101و99

 14. sarcasimوالتهكم  Ironyفي الأدب السردي:

أخذ وضع السخرية   والتهكم جانباً مهما عند الباحث صباح محسن ورد في( صفحة 111) ماكتبه عن دراسة السخرية لدى إدباء عرب وعراقيين ووظيف تلك الدراسات ادبيا في حيز الألم وقد نجح كثيرا في هذا التوظيف رغم صعوبة هذا البرادوكس المعرفي الصعب والمهم...

15.البؤرة (الثيمة) الذرائعية عند صباح محسن :

شكلت البؤرة الذرائعية وعملية التبئير في المنهج الذرائعي core مساحة واسعة عند صباح محسن ،وقد عكس فيها النضوج الدلالي في النص وهذا النضوج قوّم خيمته النقدية التي سقاها من سلسبيل ثقافته وتجربته العلمية قراءة ....ص115

16.أخذ التناص السردي حصة واسعة في دراسات صباح محسن:

والذرائعية تعتبر التناص مدخلا للإغناء السردي وذلك بدراسة المتوازيات والمتشابهات من خارج النص ومقارنتها في النص الخاضع للتحليل وهذا المدخل النفسي يكون طبقاَ لنظرية تشومسكي التوليدية أي التعامل مع الملكة الثابتة في المخ(competence ) ثم نقلها للإجراء في العرض الداخلي للنص(performance )ص121    

 17. الصراع بين الخيال والواقع :

 أخذ الصراع بين الخيال والواقع مجالا كبيرا في الخوض في علم النفس للوعي واللاوعي .....ص156 وتطرق الى سايكولوجية الأبداع في ....صفحة138  

18.المعرفة ارقمية :

لم ينفك صباح عن الخوض في المعرفة الرقمية و الأمية الرقمية وتغير المرجعيات الفكرية من ورقية الى رقمية قراءة ....ص230

19. المسرح :

 كانت حصة المسرح  كبيرة وراقية فقد عززها بعدة قراءات نقدية مثمرةكانت  سنقرأ منها في ....ص265

20.حوار الثقافات وحوارالحضارات:

تتكلم الباحث صباح محسن عن الحوارات الثقافية والحضارية باسهاب حيث ذكر فيها الاديان والعقائد والمذ  اهب والتاثيرات الأجتماعية والضغوطات المذهبية ونقاط الإلتقاء والتحاور وقد ذكر ذلك بسهاب وفي مبحثين ...ص 270 ....289

الله الموفق للخير

 

 

 

 

 

 

المصادر

1.     عبد الرزاق الغالبي ،الذرائعية بين المفهوم الفلسفي واللغوي

2.     عبد الرزاق الغالبي ،الذرائعية وسيادة الأجناس الأدبية

3.     عبد الرزاق الغالبي ،الذرائعية في التطبيق

4.     عبد الرزاق الغالبي ،الذرائعية والعقل

5.     عبد الرزاق الغالبي ،الذرائعية والتحليل النقدي العالمي

6.     عبير خالد يحيى ،السياب يموت غدا...دراسة شعر عبد الجبار الفياض

7.     عبير خالد يحيى ،قصيدة النثر العربية  بمنظور ذرائعي- دراسات نقدية

8.     عبير خالد يحيى ،أدب الرحلات بمنظور ذرائعي – دراسات نقدية

9.     عبد الرحمن الصوفي،دراسات نقدية –شعر مليكة الجباري

10.                         Abdulrazak  Oudah  Alghaliby,Communicative Language Teaching in Action

11.                        Abdulrazak  Oudah  Alghaliby,Critical Pragmatic Arabic Approach

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


تعليقات

مشاركات شائعة

جماليات الجرح وتحولات الذات: دراسة ذرائعية في أعمال د. صباح عنوز الشعرية الكاملة بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي

بين البنية السردية والتشكّل القِيَمي: قراءة ذرائعية في رواية "مشاهد" للكاتب المصري شريف التلاوي بقلم الناقدة الدكتورة عبير خالد يحيي

الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية لديوان «رقصات الصمت تحت جنح الظلام» لـلشاعر المغربي سعيد محتال بقلم الناقدة د. عبير خالد يحيي

سرد الاغتراب والبحث عن المعنى قراءة ذرائعية في رواية ( منروفيا ) للكاتب المصري أحمد فريد مرسي بقلم الناقدة السورية د. عبير خالد يحيي

تجليات أدب الخيال العلمي في المجموعة القصصية / تشابك سرّي/ للقاصّة المصرية غادة سيد دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم د. عبير خالد يحيي

المشاركات النقدية الذرائعية

كبوة الريح/دراسة نقدية ذرائعية

مؤلف عبد الرحمن الصوفي

الشعر الحر وتمثّلات الدعوة لأغراض شعرية جديدة - دراسة ذرائعية مستقطعة في قصائد للشاعر العراقي وليد جاسم الزبيدي من ديوان ( مرايا الورد) بقلم الناقدة الذرائعية السورية د. عبيرخالد يحيي

جرأة التجريب ولعبة الميتاسرد في رواية ( لو لم أعشقها) للأديب المسرجي والروائي المصري الكبير السيد حافظ - دراسة ذرائعية مستقطعة بقلم الناقدة السورية الدكتورة عبير خالد يحيي

قداسة المكان و تحليق الذّات الملتهبة

التوازي في الدلالات السردية - دراسة ذرائعية باستراتيجية الاسترجاع في رواية ( بغداد .. وقد انتصف الليل فيها) للأديبة التونسية حياة الرايس - بقلم الناقدة الذرائعية السورية د. عبير خالد يحيي

قصيدة ترميم الروح

قصيدة النثر العربية المعاصرة

أدب الغزو من منظور ذرائعي

تعبير رؤية